الاثنين، 30 يوليو 2012

تلك هي الجنّة..


بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضلة بلاطها المسك وحصاها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران، فيها غرف من حسنها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها.

للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً.

 فيها أنهار من ماء غير آس وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى.

 ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم فيها من كل فاكهة زوجان، فيها فاكهة ونخل ورمان، ولا تظنوا أن هذه مثل ما في الدنيا فإنه لا يعلم حقيقتها وحسنها ولذتها إلا من أدركها الإسم هو الإسم ولكن المسمى هو المسمى.

قطوفها دانية أي ثمرتها دانية لمن أرادها يتناولها المؤمن بكل سهولة يتناولها قائماً وقاعداً كلما أخذ منها شيئاً خلفه آخر في الحال لا مقطوعة ولا ممنوعة يدعون فيها بكل فاكهة فتحضر لهم.

آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من انقطاع تلك الفاكهة أو نقصها آمنين من كل خوف، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم والمذاق لهم رزقهم فيها بكرة وعشياً.

ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون قاصرات الطرف مفتورات في الخيام، قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن ولا يتطلع أزواجهن إلى غيرهن، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكاراً كلما جامعها زوجها عادت بكراً في الحال.

عروباً والعروب جمع عروب والعروب هي المتوددة إلى زوجها.

 أفراداً أي على سن واحدة ليست إحداهن بأكبر من الأخرى لم يطمسهن إنس قبلهن ولا جان، هم وأزواجهم في ضلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم.

 يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يقدمون عنها ولا ينزفون إنها دار مطهرة إنها دار مطهرة من كل خبث وقذر فلا غائط فيها ولا بول ولا مخاط ولا نتن وإنما يخرج الطعام والشراب غشاءً ورشحاً من جلودهم كريح المسك.

 يجمع الله فيها الأولاد إلى آباءهم وإن كان الأولاد أقل منزلة في الجنة ليتم بذلك نعيمهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21).

قد لقاهم الله تعالى نظرة في وجوههم وأبدانهم وسروراً في قلوبهم، فجمع الله لهم بين نعيم الظاهر والباطن، نعيم البدن ونعيم القلب.

ينادي منادي: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا ابداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً.

سكانها الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاما.

 يتحدثون بما أنعم الله عليهم من هذا النعيم وبما من الله به عليهم فوقاهم عذاب الجحيم.

تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس فالتسبيح دأبهم دائماً كما أن النفس دأب الحي دائماً.

قد أحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً، وقد منحهم رؤية وجهه الكريم فهم يرونه عياناً بأظفارهم وينظرون إلى الله كما يشاء، ولا يجدون نعيماً اكمل من النظر إلى وجه ربهم، لأنهم ينظرون إلى وجه من هو أحب إليهم ينظرون إلى وجه من أوصلهم إلى ما هم فيه من النعيم المقيم.

تلك هي الجنّة..

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم، ورب كل شيء ومليكه..
أن يدخلنا فردوسه الأعلى برحمته وأن يحرم النار على جلودنا.

وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم وأن يجمعنا مع نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.. اللهم آمين.

نقلاً عن وصف الجنة للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله.

الأحد، 29 يوليو 2012

سنة واحدة مضت، فهل قدمتُ الكثير؟!



أكملت عزيزتي سنتها الأولى..

دون أن أشعر بالوقت وجدت التقويم يخبرني بأنه عيد ميلادها الأول!

ما أسرع تلك الأيام والشهور..

أتمنى فقط أن يكون ماتحتويه ذا فائدة لكل من مر وقرأ..

أعلم أنني لم أُقدم الكثير هنا ولكنني فعلت مابوسعي لنشر مبدأ التفاؤل بين الجميع :)

فالحياة بلا تفاؤل مُظلمة حالكة، لا ألوان فيها.. وكل ماتحتويه اليأس والفشل..

أتمنى أن أُكمل مسيرتي في هذا الطريق لسنوات أكثر بإذن الله..

أشكُر الله واحمدُه أن وفقني وسددني لهذا الطريق، وأشكر كل من شجعني لمواصلة الكتابة في هذه المدونة..

أمي العزيزة، أخواتي الكبيرات، نوره ونهله، بنات خالتي وبنات عمتي، هياء وأريج عزيزة وأثير..

وأصدقائي عبر الشبكات الإجتماعية جميعاً..

شكراً جزيلاً لكم وأتمنى أن لا أُخيّب ظنكم فيّ :)


نفعني الله وإياكم بكل ماكتبته هنا وأسأل الله أن تشهد كلماتي لي لا عليّ..

وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..

الخميس، 19 يوليو 2012

شيء نفتقده!


 http://cypressinternalmedicine.com/wp-content/uploads/2011/11/photo-1.jpg

عندما كُنّا  صغاراً كان جُلُ ما نفعلهُ هو اللعب وإطلاق النظر فيما حولنا..

نستمتع بتلك الطبيعة الجذّابة اياً كانت صفاتها، ونتلذذ بتلك الأجواء الغائمة، المُشمِسة والممطرة ببرآءة..

نرى كل شيء سهلاً وبسيطاً، لا تعقيدات ولا أمور مبهمة، كل شيء واضح، جلِيّ وبسيط بالنسبة لنا.


ولكن..

مالذي تغيّر الآن؟!

أبحرنا في العلم حتى وصلنا منه مبلغاً عظيماً، وأصبحت حياتنا متمحورة حول كيفيّة إرضاء شهواتنا المتأججة ونزواتنا العابرة!

لم نعد نرى الحياة بسيطة وكل ماتحتويه جميل، بل أصبحت عقولنا أكثر تعقيداً ومتطلباتها أكثر إلحاحاً على نحو غير جيد.


ننظر لتلك الأجهزة حوالي الأربعة والعشرين ساعة تلك التي يحتويها اليوم بأكمله!
لا نرفع أعيننا ولا نجافيها عنها.

نخرج للتنزه ويكون الشاغل الوحيد هو ألا أخرج وبطاريّة جهازي على وشك الموت!

يجب أن تخبرونني إن كنتم تنوون الذهاب إلى أي مكان قُبيّلهُ بساعات!


فقدنا لذة المفاجأة، وفرحة البساطة..

تلك الأعيّن الجاحظة للأجهزة لم تعد تطلق النظر، لا ترى سهلاً ولا جبلاً ولانهر!
فقط تلك الرموز والأشكال بداخل هذه الأجهزة..فقط!!

أصبحت حدودنا ضيّقة بعد أن كانت أبعد ماتكون..


والآن أخبرني بصدق..

متى كانت آخر مرة جلست تتأمل فيها السماء دون أن تفعل شيء؟
دون أن تصورها وتشاركها مع الغير عبر جهازك؟

سيضيع الشباب ويولي الشيّب ونحن لانعلم مدى إتساع هذا العالم من حولنا..


فمالذي تغيّر ياترى؟!

لقد تغيّر الكثير وبالفعل كما أرى..

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

هل اتبعت التعليمات جيداً؟!




عندما تخرج لهذا العالم وليداً فإنك تكون في فترة الصيانة والتدريب حتى تبلغ سن الرشد.

وعندما تصبح بالغاً يتم تسليم كُتيّب تعليمات الحياة لك 

(كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم)

وكما الأمر عندما تشتري جهازاً جديداً وتقرأ كُتيّب التعليمات بدقة وتتبع ماقيل فيه حرفاً حرفاً فإنك ستحظى بأفضل إستخدام للجهاز.

تلك هي الحياة والدين، إن إتبعت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بحذافيرها فإنك ستحظى بأفضل حياة ثم في النهاية ستعطى مكافأة على عملك الجاد :)

وعلى قدر إتباعك لكُتيّب التعليمات لهذه الحياة فستجد أفضل إستخدام للحياة وستحصل على مكافأة بقدر عملك فيها.

إتبِع التعليمات جيداً لكي تنجو ;)