الخميس، 19 يوليو 2012

شيء نفتقده!


 http://cypressinternalmedicine.com/wp-content/uploads/2011/11/photo-1.jpg

عندما كُنّا  صغاراً كان جُلُ ما نفعلهُ هو اللعب وإطلاق النظر فيما حولنا..

نستمتع بتلك الطبيعة الجذّابة اياً كانت صفاتها، ونتلذذ بتلك الأجواء الغائمة، المُشمِسة والممطرة ببرآءة..

نرى كل شيء سهلاً وبسيطاً، لا تعقيدات ولا أمور مبهمة، كل شيء واضح، جلِيّ وبسيط بالنسبة لنا.


ولكن..

مالذي تغيّر الآن؟!

أبحرنا في العلم حتى وصلنا منه مبلغاً عظيماً، وأصبحت حياتنا متمحورة حول كيفيّة إرضاء شهواتنا المتأججة ونزواتنا العابرة!

لم نعد نرى الحياة بسيطة وكل ماتحتويه جميل، بل أصبحت عقولنا أكثر تعقيداً ومتطلباتها أكثر إلحاحاً على نحو غير جيد.


ننظر لتلك الأجهزة حوالي الأربعة والعشرين ساعة تلك التي يحتويها اليوم بأكمله!
لا نرفع أعيننا ولا نجافيها عنها.

نخرج للتنزه ويكون الشاغل الوحيد هو ألا أخرج وبطاريّة جهازي على وشك الموت!

يجب أن تخبرونني إن كنتم تنوون الذهاب إلى أي مكان قُبيّلهُ بساعات!


فقدنا لذة المفاجأة، وفرحة البساطة..

تلك الأعيّن الجاحظة للأجهزة لم تعد تطلق النظر، لا ترى سهلاً ولا جبلاً ولانهر!
فقط تلك الرموز والأشكال بداخل هذه الأجهزة..فقط!!

أصبحت حدودنا ضيّقة بعد أن كانت أبعد ماتكون..


والآن أخبرني بصدق..

متى كانت آخر مرة جلست تتأمل فيها السماء دون أن تفعل شيء؟
دون أن تصورها وتشاركها مع الغير عبر جهازك؟

سيضيع الشباب ويولي الشيّب ونحن لانعلم مدى إتساع هذا العالم من حولنا..


فمالذي تغيّر ياترى؟!

لقد تغيّر الكثير وبالفعل كما أرى..

هناك 4 تعليقات:

  1. أبدعتي التعبير ،
    كلامك لامس قلبي وكأنه يردد ما اشعر به
    عجباً الايام تمضي والتجارب والمفاجأة توقفت هناك
    حاولت العديد من المرات ان استمتع دون اللجوء إلى ذلك العالم الالكتروني
    لكن ، ما فائدة الاستمتاع وحيداً :')

    استمري .. متابعه لك ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً جزيلاً لك وممتنة بشدة لوقفتك هنا، أنا في الحقيقة مثلك، ولكن مانختلف عنه انني اجد متعتي الكُبرى عندما أختلي بنفسي :)

      شكراً لك مرة أخرى وتشرفني متابعتك ^^

      حذف
  2. حقيقة للأسف .. لكن أذكر بأني جربت هذا الشعور ، كل صيف أذهب إلى قريتنا و أنقطع شبه نهائيا عن العالم
    و عندما أنظر إلى السماء قبيل الفجر لا أنفك النظر حتى تؤلمني رقبتي .. منظر جميل لا أراه عادة في المدن
    أتفق مع صديقي بالأعلى " ما فائدة الإستمتاع وحيدا "
    تدوينة بسيطة و رائعة و كأنها تحكي حالي الآن .. إستمري

    ردحذف
    الردود
    1. جميل، يبدو لي أنك لست من المدمنين تماماً على هذه الاجهزة وأُهنئك على هذا :)

      سأستمر مادمتم تدعموننا بتشجيعكم، شكراً لك أخ عبدالعزيز

      حذف